ينشرون بين العوام أن أهل السّنة يبغضون أهل البيت فما الرد عليهم ؟ الجواب: لا والله أهل السنة كتبهم مشحونة بفضائل أهل البيت الصالحين منهم، أما الفجرة من أمثال هؤلاء فنعم، والله البغض لهم قربه، ونتقرب إلى الله ببغض الشيعة، وبغض الصوفية، وبغض الاشتراكيين. أما إن كان ضالًا من هؤلاء، أو زنديقًا من الزنادقة فلا تجوز محبته، قال تعالى [المجادلة:22] ويقول ﷺ: «إن بني فلان ليسوا بأوليائي إنما وليّ الله وصالح المؤمنين»( ) «يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئتي لاأغني عنك من الله شيئًا»( ) هكذا قال أيضًا لمعشر قريش. فإنما يكون الولاء والبراء لدين الله، واقرأ ما كتبه أهل السنة، ومن قول النبي ﷺ، من فضائل علي حين دعاه فقال أين «علي ابن أبي طالب»، «لأعطين الراية غدًا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه» فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح قال: «أين علي ابن أبي طالب» فأتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان أرمد أتى به سلمه بن الأكوع كما في صحيح مسلم يقوده، فبصق في عينية ودعاه له فبرء، فقال: «أنزل بساحتهم وأدعهم إلى الإسلام والله لإن يهدي بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم»( ) وقول النبيﷺ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»( ) ليس معناه في الخلافة، فالخلافة قد نصت عليه الأدلة في أبي بكر رضي الله عنه، لكن معناه في القرب قريبًا منه «هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري»( ). هذه الأدلة والذي فلق الحبل وبرء النسمة أنه لعهد رسول الله ﷺ إلي «أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق»( ) ووالله نشهد أن الروافض يبغضونه، وأن هذا ينطبق عليهم كما قال شيخ الإسلام رحمة الله، هذا الدليل ينطبق على الرافضة. يقول شيخ الإسلام (1/473): أما الرافضة فإشبهوا النصارى فإن الله تعالى أمر الناس بطاعة الرسل فيما أمروا به، وتصديقهم فيما اخبروا به، ونهى الخلق عن الغلو والإشراك بالله، فبدّلت النصارى دين الله فغلوا في المسيح، وأشركوا بالله وبدلوا دينه وعصوه، فصاروا عصاة، وبالغوا فيه خارجين عن أصلي الدين: وهو الإقرار لله بالوحدانية، وللرسول بالرسالة؛ فالغلو أخرجهم عن التوحيد حتى قالوا: بالتثليث والاتحاد، وأخرجهم عن طاعة الرسول ﷺ وتصديقهم، حيث أمرهم أن يعبدوا لله ربه وربهم فكذبوه، بقوله أن الله ربه وربهم، وعصوه فيما أمرهم به هكذا النصارى. وكذلك الرافضة غلوا في الرسل بل في الأئُمة حتى اتخذوهم أربابًا من دون الله، فتركوا عبادة الله وحده لا شريك له التي أمرهم بها الرسل، وكذبوا الرسل فيما أخبروا به من توبة الأنبياء واستغفارهم، فتجدهم لايعظمون المساجد التي أمر الله أن ترفع، ويذكر فيها أسمه فلا يصلون فيها جمعة ولا جماعة، وليس لها عندهم كبير حرمه، وإن صلوا فيها صلوا فيها وحدانًا. ويعظمون المشاهد المبنية على القبور فيعكفون عليها مشابهه للمشركين، يحجون إليها كما يحج الحاج إلى البيت العتيق [وانظروا جامع الهادي كيف يفعلون لو أتى واحد يريد أن يصلي وما معه أحد وهو من المستضعفين، قالوا له: أذهب طف تطوف الآن، وتأكل الأتربة، يطوفونه غصبًا، وعلى هذا فيبتعد طلبة العلم عن ذلك المسجد يبتعدون عنه، فإنه مسجد أسس على غير التقوى، وأنه فيه أولئك الفجرة، وعلى هذا أيضًا نسال الله عز وجل إن يسير هدم تلك القبة التي هي قبة الهادي بنيت على الباطل أشاده بالوثنية] ويحجون إليها كما يحج الحاج إلى البيت العتيق، ومنهم من يجعل الحج إليها أعظم من الحج إلى الكعبة، [انظروا المناسك التي توزع، وقد أخبر بعض إخواننا ممن زاروا (أذربيجان)، ثم مروا على إيران يشهدون، -بل الذين التقينا بهم من الأيرانينين، وهذا شيء متواتر لا يشك فيه- وقبل أيام حج حجوا إلى إيران ملايين الناس على قبر الخميني، ويطفون به ويوزعون به المناسك، وسيارات الإجره تقف تحمل، تقول: الحرم الحرم الحرم، -يعني حرم الخميني- والخميني يقول: (إن لأئمتنا نصوصًا أعظم من نصوص الكتاب والسنة)، ويرى عصمتهم، ويقول أقوالا فضيعة، وقد دونوها عليه في تلك الكتب، ويقول: (لأئمتنا كرامات ليست لنبي مرسل ولا لملك مقرب) بل يسبون من لا يستغني بها عن الحج الذي فرضه الله على عبادة، من لا يستغني بها عن الجمعة والجماعة، وهذا من جنس دين النصارى والمشركين الذين يفضلون عبادة الأوثان على عبادة الرحمن، (وهذا كما ذكرناه أنهم وثنيون قال في هذا أيضًا]. وقد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عند هم بالمفيد، وهو شيخ الموسوي والطوسي [والطوسي له ترجمة في سير أعلام النبلاء محمد بن محمد بن الحسن الطوسي إسماعيلي وله ترجمة في البداية والنهاية وشيخ الإسلام يقول: أنه نصير الشرك] الطوسي له كتابًا سماه مناسك المشاهد -وهم يوزعون هذا والآن عندهم مناسك على هذا يطوفون حول القبور- جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياما ً للناس، وهو أول بيت وضع للناس، فلا يطاف إلا به، ولا يصلى إلا إليه، ولم يأمر الله إلا بحجة -هذه من وثنيات الرافضة أنهم مشركون ووثنيون- وهذا مما يتعلق بمخالفتهم لولاة الأمور، بل لخروجهم فإن من معتقدهم المعروف أنهم يخرجون على الحكام كما في هذا المجلد نفسه من «منهاج السنة» (1/110-111) قال شيخ الإسلام رحمة الله: فعلم أن هذا الحديث دل على ما دله عليه لسائر الأحاديث الآتية، من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف، وإن من لم يكن مطيعًا لولاة الأمور مات ميتة جاهلية، وهذا ضد قول الرافضة فإنهم أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلا كره، [وتقيه، وإما أنهم يطيعونهم على أنهم لهم حق الطاعة كما في الأدلة فلاما هو من هذا الباب إلا كرهًا]. أسال الله عز وجل أن ينفع به وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه والحمد لله رب العالمين. أعدها لكم طالب العلم http://taleb-al3elm.xtgem.com